الحمد لله غمرني الفضل الإلهي ووفقت للمثول بين يدي سادتي وموالي
في العراق وذالك في شعبان وفي هذا اليوم سافر إخوتي إلى هناك
ولاكن ولسبب ما لم أوفق للذهاب هذه المرة معهم فقررت أن اذهب وحدي .....
أبا يا علي
ماذا افعل برعشات الأشواق التي تكسوني
أبا يا علي
أين سأفضي بالهمسات التي جمعتها لأهمس بها في أذنك
حينما سنكون سويا أنا وأنت فقط
أبا يا علي
ماذا افعل بهمومي التي هددتها بوجودك قربي
أبا يا علي
ماذا أقول لدمعاتي التي حبستها لاني لن ابكي إلا في حضنك
أبا يا علي
ماذا أقول لحروفي التي أصمتها عن الحديث إلا لك
أبا يا علي
هل سأعيش تلك اللذة مره أخرى
لذة نظري إليك
واستشعاري بأنك تؤويني إليك
وأنني في أمان من
الهم
من الخوف
من اليتم
اليتم متعب يا أبي
يقض مضجع حياتي
أبا يا علي
ترى هل استحضرك
فتحضرني
أبا يا علي
ترى هل تشعر بيدي التي تمسك بأذيالك
أبا يا علي
هل تشعر بتسارع نبضي واختلاف أنفاسي
أبا يا علي
هل تراني أساءت الأدب
حينما ركضت إليك
وارتميت عليك
دونما حتى أن أتلوى الاستئذان
وان أقول الزيارة
تركتهم خلفي يبحثوني عني
بينما كنت قد وجدتني هناك لديك
أبا يا علي
كانوا يروينك أمير
واراك أبا رحيم
لم انظر يوما إلى عرشك الممدود
ولا إلى سلطانك المبسوط
نظرت فقط إلى الأب الودود
أبا يا علي
هل تره صدفه ضياعي حينما اصل إليك
أم أن هناك كلمة أردت قولها لي بالطريقة
التي عودتني عليها
نعم
قد يكون من الممكن انك أردت أن تقول لي
انك اكبر
من أن اصل إليك
اكبر من أن يكون لك مكان محدد
اكبر من أن يسجنك ضريح مذهب
ومسجد وقباب
أو أردت أن تقول إني
سأضيع في رحابك
كما لا أزال كذالك
ربما
لاني كنت زينب
التي وردت عليك
آه
لــ ربما
أردت أن أقول أنا خذني إليك
لـــ ربما أردت فعلا أن أضيع لديك
أبا يا علي
لازلت أقف هنا
كما كنت أقف لديك
واردد
اسمك
واشتكي عليك
أتذكر
وتتذكر
إنني ما بثثت بحزني
ولا أفضيت بسري
وما توكلت إلا عليك
أبا يا علي
أنا اشعر بحنوك علي
اشعر بألطافك التي تغمرني
اشعر بتنبيهاتك التي ترسلها
كلما هممت أن أزل
بالأمس
كنت قد استعنت بك
ففرجت
واليوم
كنت قد ناديتك
فما أسرع ما أجبت
ولاكن
غدا
سيذهبون
وبزعمهم
إنهم تركوني خلفهم
ووصلوا بدوني إليك
ولأكنك بقلبي
فهل تحجبني المسافات عنك
هل أنا وأنت
هل حبي
هل شوقي
تحكمه مسافة
وأي المسافات تقف أمامك
أبا يا علي
أنا بقربك
أتلذذ بترديد اسمك
تماما كما كنت افعل
اردد فقط اسمك
لم اطلب
نسيت ما كنت أريد
بل أدركت أني ما غيرك أردت
ما تمنيت أكثر من هذه النظرة
إلى بديع حسنك
كنت أعاتب دمعاتي
إذا ما منعتني
أو شوشت رؤيتي
كنت أريد أن أملئ قلبي بك
وعيني منك
فكيف انفك عنك
أبا يا علي
كنت أخاف الرحيل
اكره موعد إغلاق الحضرة
اكره التزامي بغيري
ممن لم يدرك سر علاقتنا
سر حديثنا اللذيذ
الذي لم يكن يسمعه
إلا أنت
لذلك كانوا يسالون دوما
ماذا تفعلين
ما كانوا يصدقون أني أتحدث
ماذا افعل لهم
هل على أن افعل شيء حتى يفهمون الحب
ولغاته وكيفية نطقها
أبا يا علي
لماذا يريدوني أن اخرج
كيف يمنعون طفلا
وجد أباه بعد ما كذبوا عليه وقالوا انه ميت
وجده
وأدرك انه خلف كل نجاحاته
سر كل التوفيقات التي أحاطته
أدرك انه اليد الخفية التي كان يقول عنها حظ
أدرك
أن دعائه هو الذي حفظة
وجده
وكان أعظم مم تخيل
أبهى مم تصور
أبا يا علي
هم ذهبوا إليك
وأنا ذهبت إليك
ولاكن كلن منا اتخذ طريق للوصول
هم حتى الآن لم يحضوا بالوصول
وآنا من الآن
أتنعم بالحضور
هذا فقط هو الفرق أبا يا علي
احبك
ذهبوا فأتيتك وحدي.....