أتتني ولاشيء فيها إلا البكاء....كل كلماتها الدموع ألقت بثقلها علي وهي غارقة في حزن يعلو وجهها الشاحب
تلك الجميلة التي طالما شبهتها بالشمس لاشراقة عينيها ...كانت تتلفظ أنفاسها الأخيرة وتقول ماتت يا ريم
صديقتي فليستريحوا ....أخذها الموت فليطمئنوا سأكون لهم ومعهم أو لن أكون بعدها
آه.... لطالما نفثوا سمومهم في أذن أهلي ...ابنتكم تماشي هذه البنت كيف ....؟؟كيف تتركوها... لا
ما عهدنا فيكم هذا التسيب
(أجنبيه!!! نعم وسنيه!!! نعم) هذا كل ذنب صديقتي
آه ماتت ففي من سيتكلمون إن روني..... هل سأظل الشاذة في عقولهم سذج كانوا يعبرون عن رقتها وكلامها
الذي يقطر عسل بالميوعه وقلة الأدب فهي لم تنادني يوما إلا حبيبتي
(وينك يا قلبي والله وحشتني ياني احبك حيل )
لم تلاقيني إلا وأخذتني بأحضانها الحارة ما كان يهمها همسات من حولنا ..كانت معي في كل شيء
لم تتأفف يوم من تعليقات مجتمعي .....لم تعارض كوني شيعيه ...احترمت خصوصية مذهبي
ومنعت أهلها من إن يصلوني إلا بالخير ...كنت اتصل بها في أخر الليل لأشاركها حزن الم بي
كانت أمها تلك السيدة الحنون تناديني ببنتي كانت توقظها من النوم لمحادثتي....
لم اشعر مره بالغلظة من أهلها ...بل كانوا يعاملوني بكل احترام ..بل ويساءلون عن سر غيابي إذا ما غبت ولم
اتصل بهم لتفقد أحوالهم ....لم تمر مناسبة سعيدة لي إلا وكانت هي أول من يهنئني....
كم من المرات تمنيت لو أنها كانت شيعية ...كم من المرات تمنيت لو إن مجتمعي يرها كما رايتها
كم تمنيت من أقاربي إن يعاملوها كما أعامل في أهلها....
آه يا ريم ماتت صديقتي
فليزوجوني برجل من رجالهم ....فلقد كان النساء يهمسن لامي إن لا احد يتزوج بفتاة
(تماشي )سنه وكل حياتها معهم ....كيف وبتحريضكم منعت حتى من زيارتها
كيف وبفضلكم منعت من محادثتها إلا قليلا ...كيف وقد قلت لها ذات يوم حبيبتي ...
عذرا لا تحتضنيني ...!!
فمجتمعي يرفض إن تسلمي على بحرارة
آه ليتك يا ريم تعلمين ...
كم كانت متفهمه كم كانت تتعامل مع غبائهم بعفويه ..تخيلي أنها غيرت طريقة لبسها فقط من اجلي
تخيلي أنها قللت من ظهورها بقربي فقط من اجلي..تخيلي أنها ما عادت تحادثني إلا مرة كل أسبوع فقط من اجلي
آه ماتت ماتت صديقتي ....
فليجلسوني مع فتياتهم التي لا يعرفن شيء...سوى الحديث عن علاقاتهم بالمعجبات ..لا يفكرون بأبعد من رغبتهم
في الزواج..على إن أبقى في مرحلتي الدراسية عامين أو أتأخر في دراستي ...كي أكون مثلهم
ماتت صديقتي ....ماتت يا ريم
من يوصيني أن اصبر عليهم ...من سيقف ضدي إن أنا حاربتهم ...ليقول لي هم ابقي لك
نعم صديقتي .....في هذا صدقتي مت أنت وبقوا هم فوق راسي
آه صديقتي ...
كم من الكلمات تحملتها من اجلي.....كم عانيت كم صبرت ...عذراء ...كم كنت حمقاء أنا مثلهم حينما صدقتهم
حينما خضعت لتعنتهم ...كم خسرت حينما ابتعدت ...ظننت أني سأستريح ..سأريحك من ألسنتهم وأريحهم من
الحديث عنك.......ولكن ماذا افعل ألان قولي ؟؟؟
كيف سأعتذر لك..؟؟
ماتت صديقتي يا ريم
فليعذبوا لن أسامحهم ........لن اغفر لهم ....ماتت صديقتي
بعد شهر من إعلاني لها باني لا استطيع أن استمر معها رضوخا لأوامر أهلي
حينها هل تعلمي ما قالت ؟؟؟قالت: إذن دعيني أراك ولو لمرة
أتت ولم تكن كعادتها ..تخيل لي أن السبب كلامي
ولكن آه يا ريم...
كانت تعاني الموت وتخفي ألمها عني أوصتني بان لا انساها من الدعاء
في المجالس فلطالما حدثتها عن آل البيت
قالت إنها تحب الرسول وتحب أهل بيته..أوصتني أن لا اقصر في دروسي...والتزم بر والدي
عانقتني ...والموت كان يعانقها
وأنا ما كنت إلا سخيفة..تتبع تقاليد وعادات قبيحة ابتعدت عنها في ما كانت هي في أمس ألجاجة إلي
تخليت عنها يلزمها الفشل الكلوي
رقيقة هي يا ريم
كلورد ما تحملت المرض
وماتت بعد شهر ...فانا لم اتركها وحدها بل تركتها برفقة المرض
وانهارت في البكاء ...أخذتها إلى صدري وقد عقدت حبالى الصوتية وحرت جوبا
لأشاركها دموعها وأتمتم ادعي لها يا رحمة فهي بحاجة إلى الدعاء أكثر من حاجتها إلى البكاء......
كم كنت ناقمة في هذه اللحظة على مجتمعي الذي طالما أحب الانطواء على ذاته وبقي متخوف من أي دخيل
لماذا تأوهت ..فاستذكرت قصة ذالك الشاب الذي ألقى به أصدقائه السنة إلى حبل المشنقة فقلت علا أهلها يكونون
على صواب وقد لا ندرك نحن هذا الشيء ......
هذه القصة كاملة نقلتها لكم كما أملها علي الخيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق